مشورة للأقارب

إذا قررت طلب المساعدة والمشورة، فسوف تساعدك مراكز المشورة، بمجموعة واسعة من الإعانات.

ستتلقى في مراكز المشورة معلومات حول عدة أمور، على سبيل المثال

• كيف يمكنك التعرُّف على الإدمان،
• كيف ينشأ الإدمان،
• كيف تتصرف بشكل أفضل تجاه المصابين،
• كيف يمكنك التعامل مع المواقف النقاشية الصعبة بشكل أفضل،
• كيف لا تدع إدمان شخص ما يتحكم في حياتك،
• كيف يمكنك العثور على مجموعات المساعدة الذاتية للأقارب،
• كيف يمكنك التعامل مع المشكلات الجسدية والنفسية الناجمة عن الأعباء،
• كيف يمكنك الحصول على المزيد من المساعدة، على سبيل المثال من الأطباء النفسيين أو الاستشارات الأسرية.

لا تحتاج إلى اصطحاب أي مستندات، للمشاركة في المشورة. 

مسار مشورة الأقارب غير معقد. فتواصَل مع المركز المسؤول، وجهًا لوجه أو هاتفيًّا أو عبر البريد الإلكتروني، ورتب موعدًا.

وفي النقاش مع مستشارك، يمكنك وصف موقفك، والبحث عن الحلول الممكنة معه. حتى لو تطلَّب الأمر مجهودًا، فهناك الكثير من الأشخاص يعيشون نفس الوضع الذي تعيشه: المحادثة الاستشارية هي خطوتك الأولى نحو التغلب على وضعك. 

مهم: يخضع الأشخاص الذين تتواصل معهم في إطار المشورة لواجب الكتمان القانوني. ويمكن أيضًا أن تتم المشورة دون الكشف عن الهوية مطلقًا، عند الرغبة.

عادةً تكون مشورة الأقارب، لدى المنظمات العامة أو الكَنَسيَّة أو الخيرية مجانية. 

بغض النظر عن نوع الإدمان الذي تواجهه بسبب أحد أقاربك: من المهم أن تطلب المساعدة والمشورة في الوقت المناسب. حيث يشعر العديد من الأقارب بالعجز والانهزام. ويمرض البعض، أو يصيبهم اليأس؛ لأنهم لا يستطيعون مساعدة المدمن. فإذا كان لديك شعور بأنك لا تستطيع التعامل مع الوضع بمفردك، أو إذا كنت بحاجة إلى مشورة مهنية عمومًا، فيجب عليك طلب المشورة. 

هناك أنواع مختلفة جدًّا من الإدمان، وبالطبع تختلف التأثيرات أيضًا. حيث يمكن -من حيث المبدأ- تحديد 6 سمات تنطبق على فئات الإدمان كلها. فإذا انطبقت 3 أو أكثر من هذه السمات، يكون هناك احتمال كبير لوجود إدمان.

السمة الأولى: الرغبة العارمة

يُفكِّر المدمنون باستمرار في المادة التي يدمنونها أو سلوكهم الإدمان، بغض النظر تمامًا عن نوع الإدمان. وتكون المادة التي يدمنونها حاضرة دائمًا.

السمة الثانية: فقدان السيطرة

يفقد المصابون السيطرة على الوقت الذي يمارسون فيه سلوكهم الإدماني أو يتناولون المادة التي يدمنونها، وعدد مرات قيامهم بذلك.

السمة الثالثة: عدم القدرة على الامتناع

لم يعد من الممكن الامتناع عن تناول المواد المسببة للإدمان أو السلوك الإدماني. وحتى العواقب المؤلمة، مثل الإضرار بالصحة أو تفكُّك العلاقات، لا تمنع الشخص من تناول المادة المسببة للإدمان، أو ممارسة السلوك الإدماني.

السمة الرابعة: نشأة الاعتياد

يُزيد قريبك الجرعة أو مُعدل تعاطي المادة المسببة للإدمان أو ممارسة السلوك الإدماني؛ من أجل معايشة التأثير نفسه.

السمة الخامسة: أعراض الانسحاب

تحدث أعراض الانسحاب، عند غياب المواد المسببة للإدمان، مثل التعرُّق، أو الرعشة، أو التشنجات، أو الآلام، أو اضطرابات النوم والهلوسة. وتدل أنواع الإدمان السلوكي، مثل إدمان القمار أو إدمان الوسائط مثلاً، على العدوانية أو العصبية الشديدة.

السمة السادسة: الانسحاب من الحياة الاجتماعية

تَناقُص شديد لأهمية الأسرة والأصدقاء أو العمل أو التدريب الرياضي أو مجموعة الهوايات.

ستخدم مصطلح التعايُش مع الإدمان -غالبًا- لوصف تأثُّر الأقارب، على سبيل المثال، بالإدمان أيضًا. ففي كثير من الأحيان، يمكن لأقارب المدمنين -بوعي أو بغير وعي- أن يتسببوا في تفاقم الإدمان. ويحدث هذا، على سبيل المثال، عندما يقوم الآباء والأمهات بإقراض المال للأطفال المدمنين للقمار، أو عندما يُبرِّر الزوج غياب شريكته المدمنة للكحول عن جهة عملها بزعم مرضها. حيث يقللون -غالبًا- من أهمية المشكلات التي يُسببها المصاب، ويحطُّون من شأن الإدمان. يريد المتعايشون مع الإدمان حماية أقاربهم، والسيطرة على الإدمان. وينتهي بهم الأمر -غالبًا- إلى إدخال أنفسهم في عزلة اجتماعية. وتؤدي جهودهم في رعاية مريض الإدمان إلى فقدانهم السيطرة على حياتهم الخاصة، وتجاهُل احتياجاتهم الشخصية. وهذا له أيضًا عواقب صحية على العديد من المتعايشين مع الإدمان. 

مهم: يتعرض مصطلح التعايش مع الإدمان للانتقاد أيضًا؛ لأنه لا يُنصف الموقف العصيب المُعقَّد والفردي، الذي يمر به شركاء المدمنين أو أبناؤهم أو آباؤهم. يُقال -في كثير من الأحيان- أن هذا المصطلح يُستخدم لإلقاء اللوم على الأقارب في تفاقم المرض؛ لأن سلوكهم يميل إلى تعزيز الإدمان أو التستُّر عليه. 

يمكن أن تُحسِّن المعالجة الطبية وضع الشخص ومزاجه، إلى حدٍّ كبير. ويمكن لأقارب المدمنين، على سبيل المثال، أن يتعلموا كيفية التعامل مع الوضع، والتعرُّف على الأنماط السلوكية الشخصية. ويتعين عليك أن تناقش مع معالج من اختيارك، ما إذا كان العلاج مفيدًا لك شخصيًّا. 

يتوفر في العديد من الأماكن مجموعات مساعدة ذاتية للإدمان مخصصة للأقارب، أو مجموعات مشتركة للمدمنين وأقاربهم على حدٍّ سواء. هنا يمكنك مقابلة أشخاص لديهم تجارب مماثلة، فتكتشف أنك لست وحدك مَنْ يواجه هذه المشكلات. فلا تتردد في السؤال عن مجموعة كهذه، إذا كنت تريد الاستفادة من مشورة أقارب.